وبعد ، فلیس المقصود من هذا البحث استیعاب جمیع الأبحاث الواردة تحت عنوان « كتاب الجهاد» ، بل الهدف هو تعمیق البحث حول مسألة واحدة ـ بعد وضوح عدم اعتبار اذن المعصوم فی الدفاع عن الاسلام وبلاد المسلمین ، بلا خلاف ولا اشكال ، من دون فرق بین زمن الحضور والغیبة ، كما لا اشكال فی اعتبار اذن المعصوم فی عصر الحضور فی الجهاد الابتدائی وحرمته بلا اذن المعصوم ـ وهی البحث حول أن حضور الامام المعصوم وإذنه شرط فی الجهاد الابتدائی ، فلا یجوز او لا یجب التصدی والقیام بالجهاد الابتدائی فی عصر الغیبة ، او لایشترط إذن الامام المعصوم، فیجوز القیام به فی عصر الغیبة؟
ثم أن المسألة خلافیة ، ولاأقل انها ذات قولین ، القول بالحرمة وهو المشهور بین الأصحاب ، والقول بالوجوب وهو مختار بعض الأصحاب ، بل فی المسألة قول ثالث ، وهو ما ذهب الیه الشیخ الطوسی من الاستحباب والجواز فی رسالة الجمل والعقود بناء علی نسخة ، وقد نسب الی بعض آخر من الاصحاب ایضاً .